في خطة التعلّم عن بعد التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم والعالي بالتنسيق مع وزارتي الإعلام والإتصالات، كان هناك حرص على تقديم كل التسهيلات للتلامذة كي يستفيد من هذه الخطة أكبر عدد ممكن من المسجلين في المدارس الرسمية التكميلية والثانوية، لذلك جعلت وزارة الإتصالات الدخول الى رابط الدروس على موقع وزارة التربية مجانياً أي من دون أي كلفة انترنت على الأهالي، ولذلك أيضاً خصصت حصص تدريس تبث يومياً وبشكل مكثّف عبر تلفزيون لبنان للتلامذة الذين لا يملكون إشتراكاً عبر الإنترنت أو عبر هاتف خلوي، ولذلك أيضاً وأيضاً أصرّ وزير التربية طارق المجذوب على إعتماد البريد الورقي لإيصال الدروس والفروض ما ما تبقى من تلامذة.
على رغم كل هذه التسهيلات، هناك شكاوى ترد يومياً الى وزارة التربية بشأل الخطّة، وهناك تلامذة يستفيدون منها وقد تأقلموا معها، وهناك آخرون لم يتمكنوا بعد من التعلّم عن بعد، وأحياناً يكون السبب مرتبطاً بالأساتذة لا بالتلاميذ. لكل ما تقدّم، تكشف مصادر تربوية بارزة أن "الوزير المجذوب مقتنع تماماً بأن الهدف من التعلم عن بعد ليس إستبدال التعليم النظامي داخل المدرسة لإنهاء العام الدراسي وإجراء الإمتحانات الرسمية، فالتعلم عن بعد لا يمكن أن يحل أبداً مكان التفاعل المباشر بين الأستاذ والتلميذ". وتتابع المصادر التربوية بالقول إن الهدف من خطة التعلم عن بعد هو إبقاء التلامذة في جوّ الدروس الى حين تأتي لحظة الإنتصار على كورونا، بعدها تفتح المدارس من جديد ويستكمل العام الدراسي وتجرى الإمتحانات الرسمية التي أصبح تأجيلها محسوماً بسبب الظروف التي يعيشها لبنان". وعلى هذا الصعيد تكشف المعلومات أن الوزارة تضع على قائمة إحتمالاتها لإكمال العام الدراسي تخفيض برنامج التدريس عبر إلغاء فصول غير أساسيّة من المواد، وهذا ما سيتم اللجوء اليه بعد إعادة فتح المدارس، كل ذلك بهدف إكمال العام الدراسي كما يجب لأن أي حديث عن إنهائه بسبب كورونا، وإعتماد العلامات المدرسية للترفيع هو أمر مرفرض من قبل الوزير مجذوب، لماذا؟ لأن العام الدراسي قبل كورونا إنطلق متعثراً وشهدت المدارس إقفالاً لأسابيع بسبب تظاهرات ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ وما نتج عنها من إقفال للطرقات، لذلك لن يكون كافياً ما أعطي للتلامذة من البرنامج، لإعتماد العلامات المدرسية الترفيع على أساسها، وهنا تقول المصادر التربويّة، كيف يمكن أن ننهي العام الدراسي والتلامذة لم يتعلموا من البرنامج إلا ثلثه فقط؟ وتضيف، "حتى لو أضطررنا الى تعليق العام الدراسي وإستئنافه بعد الإنتصار على فيروس كورونا، وقد يكون ذلك في الصيف أو حتى في نهايته، سيكون ذلك أفضل بكثير من الترفيع على أساس العلامات المدرسية. تعليق العام الدراسي قد يجعل العطلة الفاصلة بين إنهائه وبداية العام الدراسي المقبل قصيرة جداً وهذا ما تأخذه وزارة التربية أيضاً بعين الإعتبار.
لكل ما تقدم لن تتكرر تجربة الإفادات التي حصلت في عهد الوزير السابق الياس بو صعب ثانية مع طارق المجذوب، وحتى لو أن أزمة كورونا هي أصعب بكثير من إضراب الأساتذة الذي أدى سابقاً الى توزيع الإفادات، يتمسك المجذوب بمبدأ إنهاء العام الدراسي وإجراء الإمتحانات، ما دام وضع لبنان مقبولاً في محاربة الوباء.